كيف تجعل طفلك يطيعك دون تضعيف أو إلغاء شخصيته

طرق لجعل طفلك يصغي لكلامك دون التأثير على شخصيته

ساعد الطفل على التعامل مع مشاعره

بعض الآباء لا يتقبلون مشاعر أبنائهم مثلا (الولد: ماما أنا متعب، الأم: لا يمكن أن تكون متعبا لقد نهضت لتوك من فراش النوم؟!) في هذا الحوار هناك رفض لتصديق مشاعر الطفل، والرفض الدائم لمشاعر الأولاد يجعلهم مشوشين ويلجؤون لتجاهل مشاعرهم وفقدان الثقة بها، فالأولاد يمكن أن يساعدوا أنفسهم إذا وجدوا أذنا صاغية واستجابة متعاطفة، ولكن هنا لغة التعاطف لا تأتي بشكل طبيعي لأنها ليست جزءا من لغة الأب، فهي تنشأ غالبا وفي جعبتنا مشاعر مرفوضة، ولكي يتعلم الأب كيف يطلق لسانه بلغة المشاعر الجديدة، يتطلب ذلك ممارسة وتعلم طرقها، نعرض في هذا السياق ما يلي لكي يساعدك في فهم مشاعر الطفل وكيفية التعامل معها:

الحوار الخاطئ:

الطفل: أبي قطتي ميتة! كانت حية هذا الصباحالأب: لا تحزن يا ابني إلى هذا الحد؟ ولا تبكي فإنها مجرد قطة… توقف عن البكاء سأشتري لك قطة أخرىالطفل: لا أريد قطة أخرىالأب: أصبحت غير معقول بهذا الضجيج

الحوار الصحيح:

الطفل: أبي! قطتي ميتة! كانت حية هذا الصباحالأب: اووو… لا يا للصدمةالطفل: كانت القطة صديقتيالأب: إنه لمؤلم جدا فقدان صديقالطفل: لقد كنت قد علمتها بعض الحيلالأب: كنتما تستمتعان معاالطفل: وكنت أطعمها كل يومالأب: حقا لقد كنت تعتني بها دائما

تحليل

في الموقف الأول (الخاطئ) من الغريب أن نلح على الطفل أن يتخلص من شعور الحزن، وكلما عاملناه بلطف يزداد خنقا وغضبا، بينما في الموقف الثاني (الصحيح) لا يعطي الأهل مثل هذه الأجوبة خوفا من إعطاء اسم للشعور يزيد من شدة الحزن ويسوء الأمر أكثر، والحقيقة أن الطفل عندما يسمع كلمات تعبر عما يعانيه ويخلج في خاطره فإنه يشعر براحة أكبر لأن هناك من اعترف بتجربته الباطنية، فالحوار الصحيح هو أحد الطرق الممكنة لإنقاد الطفل من مأزقه عن طريق الإصغاء إليه والاعتراف بمشاعره والتعبير عن ذلك بكلمات، فتعطي لمشاعره إسماً، فالموقف الذي نتخذ اتجاهه عندما تكون الكلمات المستعملة مليئة بالمشاعر الحقيقية المتعاطفة حينئذ تنفد مباشرة إلى قلب الطفل ويصدقها.

إتقان فن الإصغاء إلى الطفل

سوف نفصل هنا كلمة الإصغاء وهي تتمحور حول إعطاء المشاعر إسماً كما ذكرنا آنفا ، الأمر ليس صعبا إذ يتطلب التركيز والنظر في مضمون أقوال الطفل وما وراءها لإدراك ما يمكن أن تكون عليه مشاعره وإعطاءها مفردات تعبر عن واقعهم الداخلي، فتطلق الولد ليبدأ رحلة البحث عن حل لمشكلته، فمثلا الرد في العبارات التالية:
  • أنا متعب / إضطجع إذن واسترح
  • أمي أنا جائع / إذن تناول شيئا من الطعام
  • أمي أنا لست جائعا / لا تأكل إذن
عندما يكون الجواب عقلانيا وبسيطا تكون قد جعلت الطفل يعلم أنك أدركت ما يمكن أن يجول في خاطره من شعور.

أظهر إعترافا بمشاعر الطفل بكلمات ملائمة

إستعمل أثناء الحوار مع الطفل كلمات مثل: أوووه_ نعم، حسنا… كما في المثال

الحوار الخاطئ:

الطفلة: سرق أحدهم قلمي الأحمر الجديد الأم: هل أنت واثقة انك لم تضيعيه؟ الطفلة: كلا لم أضيعه لقد كان على مقعدي عندما ذهبت إلى الحمام الأم : حسنا! ماذا تتوقعين أن أفعل إذا كنت تتركين أشياءك مبعثرة؟ أشياء كثيرة أخذت منك، هذه ليست أول مرة فأنا أقول لك دائما أن تحتفظي بأشياءك في درجك وأنت لا تصغين الطفلة: دعيني وشأني الأم : لا تكوني وقحة

    الحوار الصحيح:

    الطفلة: سرق أحدهم قلمي الأحمر الجديد الأم: أوووه! الطفلة: لقد تركته على مكتبي عندما ذهبت إلى الحمام، يبدو أن أحدهم أخذه الأم: اممم لقد فهمت هذا ما يبدو الطفلة: هذه ثالث مرة يختفي فيها قلمي أعرف ،من الآن فصاعدا عندما أترك الغرفة فإنه يجب أن أخبئ قلمي في الدرج الأم: أحسنت بنيتي

    تحليل

    في الموقف الخاطئ يكون من الصعب على الطفل أن يفكر بوضوح أو بشكل بناء، إذا كان أحدهم يستجوبه ويلومه ويأمره، أما في الموقف الصحيح فيوجد الكثير من المساعدة في مثل هذه الإجابات التي تنم على الاهتمام والإصغاء، وهي أيضا دعوة للطفل أن يتحرى أفكاره ومشاعره ليصل بمفرده إلى إيجاد الحلول المناسبة.

    You Might Also Like

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *